2015-10-10 

القاهرة ترد على رسالة موسكو بالإيجاب

عماد الدين حسين

فى هذا المكان كتبت بالأمس أقول أن موسكو تنتظر إشارة من القاهرة تؤكد أنها جادة فى اقامة علاقات مستمرة ومميزة معها. الأجواء التى شهدتها بنفسى أمس داخل دار الأوبرا وخارجها تشير إلى أن موسكو تلقت الإشارة الايجابية من القاهرة. بدعوة كريمة من مؤسسة الرئاسة ذهبت إلى دار الأوبرا لحضور حفل استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. فى المسافة من جريدة «الشروق» فى جاردن سيتى وحتى دار الأوبرا كانت صور الترحيب بالرئيس الروسى تملأ شوارع وجسور القاهرة وهو مشهد لم نعد نشاهده كثيرا. لافتات الترحيب بالعربية والإنجليزية والروسية هى رسالة أظن أنها وصلت إلى الروس. الحاضرون كانوا مجموعة متنوعة من قادة الأحزاب والفكر والفن والأدب والصحافة والإعلام، والجامعات إضافة إلى بعض السفراء العرب والأجانب، إضافة إلى بعض أعضاء المجالس المتخصصة التى شكلها رئيس الجمهورية مؤخرا. الحضور استغلوا وقت الانتظار الطويل ــ من الرابعة والنصف حتى السابعة والنصف ــ فى مناقشات عن أبرز الأحداث خصوصا كارثة جماهير مباراة الزمالك وانبى. فى الثامنة إلا الثلث مساء حضر الرئيسان السيسى وبوتين وكان قد سبقهما بحوالى نصف ساعة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وبعض الوزراء، إضافة إلى كمال الجنزورى وعمرو موسى، ثم حضر بعض أعضاء الوفد الروسى ومنهم سيرجى لافروف وزير الخارجية الذى حيا الجالسين خصوصا عمرو موسى. طبقا لما عرفته فإن القاهرة كانت أعدت حفلا شاملا وضخما ترحيبا ببوتين، خصوصا بعد الاستقبال المتميز وغير المسبوق الذى لاقاه الرئيس السيسى فى منتجع سوتشى. لكن تم اختصار فقرات الحفل مراعاة للشعور العام بعد مأساة ضحايا الوايت نايتس، وألغيت العديد من الفقرات. الموسيقار هشام جبر والموسيقار ناير ناجى قادا أوركسترا القاهرة السيمفونى وأوركسترا أوبرا القاهرة لعزف العديد من السيمفونيات العالمية مثل الحركة الرابعة من السيمفونية رقم 1 لسيرجى رحمانينوف، و«افتتاحية احتفالية» لديمترى شوستاكوفيف، و«انهض يا شعب روسيا» لسيرجى بروكوفيف، والفصل الرابع من باليه «بحيرة البجع» لتشايكوفسكى. وشهرزاد لكورساكوف وأوبرا عايدة لجوزييى فيردى. واشتمل الحفل ايضا على مجموعة من الرقصات الشرقية والفلكورية الشهيرة مثل الفرعونية والاندلسية والصعيدية والاسكندرانية والحجالة والزار. وبجانب ذلك تم عرض فيلم وثائقى عن العلاقات المصرية ــ الروسية، وصفق الحضور بقوة للقطة جمال عبدالناصر مع خروشوف فى بدء انشاء السد العالى، ثم مشهد لقاء بوتين والسيسى فى سوتشى. عبر هذا الحفل المتميز أرادت القاهرة ان ترد التحية وبلغة يفهمها الروس جيدا، قدمت مصر لبوتين الفنون الأوبرالية لكنها جعلته يشاهد أيضا جانبا من الفولكور المصرى. كان واضحا ان الدولة تريد ان تبعث برسالة للجميع انها جادة فى إقامة علاقة استراتيجية مع روسيا. الطريقة غير العادية التى استقبلت بها القاهرة بوتين، والترحيب الحار فى الشوارع وأجندة الزيارة تؤكد أن القاهرة تريد ان تبلغ بوتين انها جادة فعلا فى إقامة علاقة مميزة فعلا وليس مجرد أقوال. كانت موسكو تريد ان تطمئن ان القاهرة لن تتركها عندما تتحسن علاقتها مع أمريكا والغرب، وعلى حد قول مسئول حكومى فإن موسكو اطمأنت على إجابة هذا السؤال. الاستقبال الحافل والدافئ لبوتين يشير إلى بدء علاقة مصرية ــ روسية متميزة لمصالح الشعبين. غالبية لافتات الترحيب قاومت الرياح الصعبة والمتربة التى هبت بالأمس على القاهرة، وهى اشارة ذات دلالة إلى ان كثيرين لن يكونوا سعداء بوجود علاقات مصرية ــ روسية غير تقليدية. * جريدة الشروق المصرية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه