2019-05-26 

محمد الصبان .. والدرس السعودي في إدارة "لعبة المفاوضات "

من لندن علي حسن

 

قدم الدبلوماسي والخبير الاقتصادي والنفطي السعودي محمد الصبان قبل 14 عاما درسا في إدارة لعبة التفاوض خلال قيادته للوفد السعودي في مفاوضات مضنية حول اسباب تغير المناخ.

 

صحيفة  E&E News  أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن  شهر نوفمبر من عام 1995 ، شهد جدلا وصراعا بين عالم أمريكي  ودبلوماسي سعودي في مدينة مدريد، أثبت قوة السعوديين وقدرتهم على التأثير في القرارات والاتفاقيات الدولية.

 

و كان العالم المعني بالأمر  هو بنيامين سانتر ، وهو باحث أمريكي في مجال المناخ والمؤلف الرائد الذي سعى لإثبات وإقناع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ  أن "توازن الأدلة يشير إلى وجود تأثير بشري واضح على المناخ العالمي."

 

أما الطرف المقابل فكان الدبلوماسي والخبير السعودي محمد الصبان الذي عارض بكل قوة تمرير هذا الاستنتاج دفاعا عن مصالح بلاده في إنتاج النفط.

 

وكات من شأن هذه الجملة أن تنهي سنوات من الغموض حول سبب الاحتباس الحراري قبل أن تبدأ دول العالم الكبرى اتخاذ اجراءت لفعل شيء حيال ذلك، لكن أولاً ، كانت مهمة سانتر وغيره من المؤلفين هي إقناع 100 ممثل من دول في جميع أنحاء العالم ، تجمعوا جميعًا في قصر المؤتمرات في مدريد ، بدعم العلم لهذه النتيجة . وكان أبرز المعارضين محمد الصبان ، مسؤول بوزارة البترول السعودية والحاصل على تعليم أمريكي في الاقتصاد.

 

ويشير التقرير كان الصبان مصمما على عدم تمرير هذه النتيجة.

 

و في هذا السياق قال سانتر "خلال جدال مع السيد الصبان ، حذرني وأخبرني أن وظيفتي هي خدمة حكومات العالم ، وليس الحصول على رأي مستقل ..لقد اختلفت معه ، وأخبرته مرة أخرى أمام حكومات العالم أن وظيفتي هي الحصول على العلم الصحيح".

 

ولتجاوز الاعتراض السعودي دعا سانتر لعقد اجتماع استمر طوال الليل، لكن السعوديين لم يحضروها، وهو ما أغضب العالم الأمريكي الذي "لقد كنت مصدوما حقًا لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الظهور".

 

و في اليوم التالي ، عاد الصبان إلى مقعده في الجلسة العامة لتقديم نفس مجموعة الاعتراضات، حيث سعى للدفاع عن مصالح السعودية التي ترى في تمرير هذا الاستنتاج بشأن تأثير البشر على المناخ خطوة تضر بها وبمستوى انتاجها من النفط .

 

وتابع التقرير " السعوديين بالغوا في رفع إشارة المعارضة رغم أن المندوبين الذين أثاروا اعتراضات مماثلة في وقت سابق من الأسبوع غيروا رأيهم. وفي مواجهة هذا التطور الذي قد يظهر أن الوفد السعودي يقف وحده في معارضة التقرير  استسلم السعوديون."

 

و قال سانتر "لقد خسروا حينها لكن خسارتهم كانت مؤقتة "، فعلى مدار الـ 28 عامًا الماضية ، منذ اعتماد تقرير التقييم الأول للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في أغسطس 1990 في سوندسفال ، السويد ، قدمت السعودية درسا دبلوماسيا في كيفية المشاركة في المفاوضات ".

 

وفي هذا السياق أكدت جوانا ديبلد ، محاضرة في جامعة كامبريدج وخبيرة مخضرمة في مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة: "إذا لم تكن في الحقيقة منزعجًا من الحصول على نتيجة ، فستكون لديك قوة هائلة.. إذا كنت سعيدًا جدًا بالابتعاد عن التفاوض ، وإذا كنت سعيدًا جدًا بافشال الأمر ، فسيكون لديك تأثير هائل على تلك المفاوضات."

 

و أضاف التقرير لقد استفاد السعوديون من نفوذهم. في حين أن الأطراف الأخرى في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ساومت على أحكام من شأنها أن تخدمها أو ان تضر بمصالحها ، إلا أن السعوديين سعوا وراء هدف واحد فقط وهو التأخير وكسب الوقت".

 

ويشير  المراقبون إلى أن  حقيقة أن اتفاق باريس وافق بعد 20 عامًا من اجتماعات مدريد على جملة سانتر في التقرير يعد دليلًا على نجاح السعودية الدبلوماسي.

 

وقال بيل هير ، الرئيس التنفيذي لتحليل المناخ ، الذي شارك في مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة منذ بدايتها في أواخر الثمانينات: "لقد لعبوا لعبة كانت متسقة للغاية على مدار فترة طويلة من الزمن..قواعد لعبتهم وخطتهم كانت التأخير وكسب الوقت و جني ثمار ذلك".

 

وقد نشر الدبلوماسي والخبير السعودي محمد الصبان رابط تقرير الصحيفة على حسابه على موقع تويتر مغردا " هجوم شخصي اعتبره وساما على صدري، دفاعا عن مصالح وطني قاومت تمرير لعبة تغير المناخ من أجل تخفيص إستهلاك النفط عالميا."

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه