2019-04-11 

العرب وليبيا

صالح بن عبد الله المسلم  

ليبيا العروبة.. ليبيا المُختطفة مُنذ عقود من الزمن.. ليبيا التي اختفت عن عالمنا العربي .. ليبيا اللُغز المُحيّر.. ليبيا التي يصلُنا خبر اهلها عبر قنوات قليلة لا نعلم مدى مصادرها ولا مصداقيتها.. ليبيا الغامضة القابعة في المغرب العربي المُنغلقة على ذاتها ونحنُ نحبها ونعشق اهلها ولكنهم اختاروا العُزلة عنّا طواعية أو كُرهاً ــ لا نعلم ــ وليس لدينا الأدلة التي تجعلنا نؤيد رأي على آخر.. ليبيا ومُنذ عقود ،بعيدة عن العالم العربي اللهم جزء من قفشات "العقيد معمر القذافي "وبعض الاطروحات في الاعلام ربُما أرادوا تمريرها ورُبما هي في طريقها الينا عبر قنوات أُخرى رغماً عناّ وعنهم ووصلت الينا بحسناتها وسيئاتها، واختفت ليبيا خلف ستار الغموض والانغلاق سنوات عدة ورغم ان الاخوة الليبيين والشعب الليبي يملك عقول نيّرة وتمتلك الدولة ثروات هائلة الا انها مُغيبة عن انظارنا ولا نملك ما يشفع لنا بالحكم سلباً او ايجاباً..!

 

رُبما لو ــ واقول لو ــ ان ليبيا دخلت في معمعة العالم العربي واجندة العالم العربي ،وكان هُناك زيارات وتبادل افكار وزيارات ثقافية واقتصادية وسياسية لكانت ليبيا اقرب الينا ممّا هي علية الآن ولكُنا نعلم عنها اكثر ولكنّا نتعايش مع اوضاعها والاحداث فيها اكبر ممّا نعرفه الآن ولو كُنا نعرف مُسبقا التركيبة السكانية لهذه الدولة العربية الاسلامية الشقيقة لكُنا تعايشنا مع احداثها الأخيرة وادركنا من هم الصادقين ومن الكاذبين المُخادعين ولكنها المشيئة والاعلام، والانغلاق من قبلهم وسياسة العقيد معمر القذافي والذي انتهى عصرة بعد اربعة عقود وقُتل في العام 2011 ولكن الاحداث لم تتوقف والانكسارات في ليبيا لم تتزحزح ومع الاسف زادت الصراعات منذ سقوطه واصبحت الدولة تعيش في حالات من عدم الاستقرار السياسي والأمني واصبح للعابثين في الأمن والاستقرار العاشقين للدمار وزراعة الفتن دور في تلك الديار ومنها "قناة الجزيرة" ومن يمولها ويحتويها اضافة الى القوى الأُخرى المدعومة من اصحاب الفتن، اصبحت ليبيا محطة جديدة قديمة لهم ومكان خصب لتنفيذ اجندتهم ومُخططاتهم واستمرارهم في الدعم للإرهاب والارهابيين ولكنها حكمة العقلاء ،ورزانة العقلاء ممّن لا يُريدون للعالم العربي والاسلامي الاّ الحُب والخير والأمن والأمان والاستقرار.. ممن يقرؤون التاريخ جيداً ويعلمون ما هي الخسائر والاضرار التي ستؤول اليها الاحداث ـ إن استمرت ـ والصراعات إن دعمت فكانت حكمة( سلمان ) وحزم (سلمان ) وكانت زيارة حفتر للرياض بداية التصحيح ودعم للشرعية وايقاف نزف الدماء والنزيف في ليبيا .. فرُبما نرى الايام القادمة وقف للنار والصراع وعودة الاخوة الليبيين الى ديارهم ،وعالمهم ، وممّن يُريدون لها المصلحة وان يُعيدوا نهضة بلدهم واستقرارها وجلب الاستثمارات لها ..فهي بلد غني بالثروات الطبيعية والنفطية، تحتاج فقط الى الاستقرار السياسي والامني لتعود دولة عربية تلعب دورها الايجابي بين اخوتها ومحبيها .

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه