2015-10-10 

هكذا تعرّفت على أول بويه في حياتي!

سارة مطر

"البوية" لا نعني بها طلاء الحوائط أو الجدران، إنما "البوية" في الخليج نعني بها، الفتاة المتشبهة بالشباب، أي المسترجلة التي تتصرف، تماماً، كما يتصرف أي شاب في مثل عمرها. أهل الخليج يعرفون جيداً هذا المصطلح، ويتقززون منه، لكن، للأسف، الرجال المتشبهون بالنساء باتوا ظاهرة شبه منتشرة ولافتة للانتباه، في مجمل الوطن العربي، وبات من الطبيعي أن نرى مثل هذه النماذج، وعلى الأخص في الصالونات النسائية في دول عربية، حيث يبدأ الشاب بوضع بعض المكياج، ونتف حاجبيه، والتصرف بميوعة ملفتة. لكن دعونا من المتشبهين بالنساء، ولنتحدث عن ظاهرة "البوية" في الخليج، تلك التي تتخلى عن كامل أنوثتها بإرادتها، وتغير اسمها من "نورة" أو "بثينة" إلى "فيصل" أو"تركي" أو "أبو حنين". تعرفت على أول "بوية" في حياتي، حينما كنت في الصف الثالث الإعدادي، كانت الفتاة تلميذة صامتة على الدوام، وشفتاها ناشفتين جداً، وتتحرك بطريقة ذكورية، وصوتها لم يكن يشبهنا، فقد كانت تحاول إضافة الخشونة عليه. وباتت الفتاة تشغلني باستمرار، لاختلافها عن باقي التلميذات في الصف، لذا، توجهت إليها بكل براءة، وسألتها: لماذا أنتِ تختلفين عنا؟، فأجابتني: بل أنا مثلكن، ما أتذكره الآن من المحادثة البريئة والساذجة، أنني لم أخرج بنتيجة مع "البوية" المراهقة، ولم أستطع أن أدحرجها في الحديث. وبعد ذلك، لم تمر علي فتاة "بوية" أخرى، ولكن في العشر السنوات الماضية، كثرت هذه النوعية، وعلى الأخص بعد ظهور فنانة خليجية شابة، بدور فتاة "بوية"، وفجأة أصبحنا نجد هذه النوعية منتشرة، ودون خجل أو حتى خوف من الأسرة. وباتت علاقات "البوية" الشخصية برفيقتها، واضحة وعلنية أمام الملأ، وأصبحت الصغيرات المراهقات يتداولن مثل العبارة، دون شعور بأن مظهر "البوية" ووجودها أمر خاطئ للغاية، وأمر محزن أيضاً. في سياق ذلك، قبل أعوام تعرفت على فتاة كانت، من مظهرها، تبدو شاباً، فقد قصت شعرها قصيرا جداً، وباتت تحلق وجهها حتى يظهر الشعر بائناً وواضحاً، وتضع الشال على كتفها بدلاً من على شعرها، كإثبات على رجولتها أمام الجميع. كنت أشعر بالخوف حينما تأتي لتحيتي، أو للسلام عليّ، حتى لا يظن البعض أنني أمجد وجود مثل هذه الفئة. ويبدو أنها شعرت الارتياح لي، وطلبت زيارتي في البيت، وقد فاجأتني جداً باعترافاتها، فقد أخبرتني أنها ليست "بوية"، وأنها حين قصت شعرها باتت لافتة لكثير من الفتيات، اللاتي بدأن في ملاحقتها والتودد إليها، وشعرت بعد ذلك بأهميتها، وبأنها فتاة مرغوبة من الجميع، لذا، قررت أن تبدو بمظهر الشاب، وأن تفتعل التصرفات الرجولية، حتى تصبح لافتة لأكثر عدد ممكن من الفتيات. المفجع في الأمر كما حدثتني "البوية" المزيفة، أنها لم تكن فقط مرغوبة من قبل الفتيات الصغيرات، وإنما أيضاً من سيدات متزوجات. وقالت لي وهي تزفر الهواء الساخن من صدرها: لا يمكن لي أن أحدثك عن مدى ضحالة وسوء هذا الوسط، فقط لأنهن يعتقدن أنني فتاة برداء رجل! لم أستطع أن أتواصل معها عقب ذلك، ولم أرد أن أكون من يقعن في محيطها، لذا آثرت سريعاً الابتعاد عنها، حتى لا أكون مشبوهة أمام الأخريات. المثير في عالم "البوية"، أنها تعيش دور الشاب مع صديقتها أو حبيبتها، فتغار عليها، ويتم التعامل بينهما وكأنهما شاب وفتاة، وبالتأكيد تتم بعض الممارسات الجنسية، للأسف الشديد، حيث تعيش "البوية" دور العاشق الولهان، فتشعر بالغيرة حينما تتحدث حبيبتها مع فتيات أخريات، وحينما تتم المصالحة بينهما، تبدأ التصرفات الجنسية علانية أمام بقية الفتيات، وهذا يدل بشكل واضح، على أن "البوية" تفتقد إلى الحنان، فتبحث عنه بطريقة أخرى. المثير للأمر ما قيل أن "البويات"، للأسف الشديد، حتى في علاقاتهن مع الطرف الآخر، يحاولن التشبه بالرجل، فعلاقاتهن غير مبنية على الصدق أو الإخلاص، بل أنهن يشتهرن بتعدد العلاقات مثل الرجال، ولديهن رغبة جامحة في جمع أكثر عدد ممكن من الفتيات حولهن. السؤال الآن، هل تعرف الأسرة أن ابنتها "بوية"؟ أم أن سلوكها الآخر لا يظهر إلا في مجتمع الفتيات فقط، وتعود إلى طبيعتها الأنثوية في المنزل. هذا لم أعلمه حتى الآن. والغريب أن "البوية" تتزوج وتنجب، ولا أعلم أيضاً عما إذا كانت تحن للأيام الخوالي، أم أنها تعود لتمارس الوجه الآخر، بعيداً عن رقابة زوجها؟.

التعليقات
نوف
2015-03-29

ابدعتي في كتابة المقال ولاكن وجهة نظر اتمنى ان تتقبليها بصدر رحب سيكون المقال اقوى و أبلغ لو زودتي المقال بالجانب الديني ونظرة الاسلام لهذا الموضوع ~ تحياتي وامنياتي لك بالتوفيق ~

صبية في عمر الزهور
2015-03-28

أنا طالبة جامعية في بداية العشرين من عمري من خلال تأملي لهذي الشريحة ... أشعر بأنهم فاقدين للحب والحنان يريدون لفت الانتباه وجمع أكبر عدد من العشيقات للتعويض أو حتى شد النظر لهم... أنا طالبة علم اجتماع وقد أفتقد مثلهم لبعض الحب لكن أين ديني ؟؟ أينَ حبي لنفسي وكرامتي وذاتي ؟؟ نظرتي الدينية : ماهي نظرة ديننا الإسلامي للنساء المتشبهات بالرجال...!! نظرتي الاجتماعية :هم فقدوا مكانتهم في المجتمع لكن للأسف عالجواها بالخطأ الفاذح ...!! رسالة مني لكل" بوية ".. : عزيزتي راقبي الله ورضاه قبل كل شيء فكري بعقلك قبل قلبك عودي لما خلقك الله عليه لرقتك لجاذبيتك الأنوثية وان تشبهتي بالذكور لآسف لن تكوني "وستبقين انثى " رائعة كما خلقها الله حبيبتي وأختي لديكِ أم تحبك أكثر مما تتوقعين وإن انشغلت عنك ، تبقين زهرتها الجميلة والمحببة أيضاً دون أن تعلمي... لاتخذلي أمك خذي منها الحب والحنان ولاتصدميها مادامت جنتك واصدق حب أمامك... بوح طالبة في جامعة الملك عبدالعزيز

صبية في عمر الزهور
2015-03-28

أنا طالبة جامعية في بداية العشرين من عمري من خلال تأملي لهذي الشريحة ... أشعر بأنهم فاقدين للحب والحنان يريدون لفت الانتباه وجمع أكبر عدد من العشيقات للتعويض أو حتى شد النظر لهم... أنا طالبة علم اجتماع وقد أفتقد مثلهم لبعض الحب لكن أين ديني ؟؟ أينَ حبي لنفسي وكرامتي وذاتي ؟؟ نظرتي الدينية : ماهي نظرة ديننا الإسلامي للنساء المتشبهات بالرجال...!! نظرتي الاجتماعية :هم فقدوا مكانتهم في المجتمع لكن للأسف عالجواها بالخطأ الفاذح ...!! رسالة مني لكل" بوية ".. : عزيزتي راقبي الله ورضاه قبل كل شيء فكري بعقلك قبل قلبك عودي لما خلقك الله عليه لرقتك لجاذبيتك الأنوثية وان تشبهتي بالذكور لآسف لن تكوني "وستبقين انثى " رائعة كما خلقها الله حبيبتي وأختي لديكِ أم تحبك أكثر مما تتوقعين وإن انشغلت عنك ، تبقين زهرتها الجميلة والمحببة أيضاً دون أن تعلمي... لاتخذلي أمك خذي منها الحب والحنان ولاتصدميها مادامت جنتك واصدق حب أمامك... بوح طالبة في جامعة الملك عبدالعزيز

ابراهيم
2015-03-27

تطرقت الكاتبه المبدعه لاحد المواضيع الحساسه في المجتمع و نحتاج الى الى رأي الباحثين الاجتماعيين و النفسيين و التربويين حول الحلول الممطلوبه لهذه المشكله الاجتماعيه و دور الاسر في التثقيف لتفادي هذه المعضله و قطعها من بدأ نشأتها

Alshehri
2015-03-26

فعلاً موضوع يستحق التركيز عليه ، لانه انتشر واصبح واضح للعيان ، اتمنى ان تواصلي اخت ساره بطرح الموضوع ونقاشه والبحث عن حلول لمثل هذه الضاهره . تقبلي تحياتي

ما احب اذكر اسمي
2015-03-26

اشكرك على الطرح الجريئ انا شاب غير متزوج الآن اجد في نفسي انجذاب لهذه الفئة من البنات فكم تمنيت الزواج من فتاه تكون لها علاقة بفتاه اخرى لا ادري عن السبب ولكن ما اعلمه جيدا انه يسبب لي اثارة كبيره واحب اكتشف عالم هذه البنت ولكن ليس كباحث او طبيب معالج لا بل كزوج او حبيب يشاركها همومها وتطلعاتها ورغباتها وقد تصل للمشاركة الكامله فقد حلمت كثيرا اقتحام حياة حبيبتين وان اكون في هذا طرف ثالث معهم في الامهم وافراحهم وجميع ماهم فيه لاتقولوا عني كلام سيئ انا عبرت فقط عن مشاعر حبيسة صدري فقط

جبرني الوقت
2015-03-26

اعتقد بان ظاهره البويات اصبحت موضه اكثر من ان تكون هناك مشكله في هرمونات الانوثه عند البنات او العكس عند الرجال..نرى اكثر من حاله عبر وسائل الاعلان بنت تتحول الى ولد والعكس وذلك بسبب الهرمونات فهو شي ليش بيدها ..وبالنسبه للاهل هل يعلمو بان بنتهم بويه؟؟بالتاكيد ولايحتاج الا تدقيق او مراقبه فهو واضح گ وضوح الشمس من تصرفاتها لبسها طريقه كلامها قصه شعرها واعتقد كل مانعاني منه من ظاهرات مثل تلك هو التفكك الاسري بالمجتمع وانا لا اجمع ولكن البعض يعاني من ذلك.. مقال جميل استاذه ساره شكراً على الطرح

ابراهيم
2015-03-26

تطرقت الكاتبه المبدعه لاحد المواضيع الحساسه في المجتمع و نحتاج الى الى رأي الباحثين الاجتماعيين و النفسيين و التربويين حول الحلول الممطلوبه لهذه المشكله الاجتماعيه و دور الاسر في التثقيف لتفادي هذه المعضله و قطعها من بدأ نشأتها

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه