2018-06-10 

حركة (فاي) : أجنحة جديدة للشعر #الجزائري

خاص / الرياض بوست

بادر عدد من الشعراء الجزائريين الشباب إلى إطلاق حركة شعرية جديدة تحمل اسم (فاي) الذي يمثل النسبة الذهبية ويرمز إلى الجمال في تصميم الكون والهندسات والفنون، وتبلغ قيمتها 1.618 وهي متناسبة مع تاريخ إعلان الحركة لزيادة التأكيد على رمزية هذا الاسم وارتباطه بمسعاها في بناء مشهد شعري فارق جماليا وممتد عربيا وعالميا إضافة إلى ارتباطه بمتتالية العالم فيبوناتشي الذي درس الرياضيات في الجزائر، وارتباط هذه النسبة بهندسة النجمة الموجودة على العلم الجزائري.

وحددت الحركة لنفسها منطلقات ومبادئ في سبيل تحقيق أهدافها منها التزامها بالقيم والأخلاقيات الإنسانية بعيدا عن أي اديولوجيات أخرى مهما كانت، والوقوف ضد ظاهرة تفشي الرداءة والبؤس الثقافي، اضافة إلى دعم وتحقيق قيمة التعاون و توحيد جهود هؤلاء الشعراء الشباب خلال مسيرتهم نحو الوصول بالتجربة الشعرية الجزائرية إلى خارج الحدود، والتعريف أيضا بالشّعر العربي وربط الشّعر باللغة العربية والجمهور وتكريس هذه اللغة كلغة شعر وفن وثقافة.

 

وتميزت المجموعة بأسماء شعرية جزائرية شابة متميزة، منها من حقق وجوده عربيا في وقت سابق، وضمت 20 شاعرا تم ترتيبهم أسمائهم أبجديا وهم: أسامة رزايقية، أسامة كاسح، آمنة حزمون، آمنة محمد بلعربي، آية سابت، بشير ميلودي، حسناء بروش، حمزة العلوي، حنين عمر، رابح فلاح، ربيع السبتي، رضا بورابعة، سمية دويفي، عبد الغني بلخيري، عبد القادر العربي، عبد الوهاب بوشنة، عقبة مازوزي، عمر عميرات، محمد دوبال، موسى براهيمي، وتلقت دعما من أكاديميين كبار منهم الدكتورة أمينة بلعلى والدكتور مشري بن خليفة.

وحول الحركة قال الشّاعر رضا بورابعة في تصريحه للرياض بوست : "فاي... رؤية فارقة في عالم الشعر، رؤية للشعر بتقديس الجودة والقيمة الفنية للنص، ورؤية للتحرك السليم القويم بالالتزام بمبادئ وأخلاقيات ذات مسؤولية تعين على إضاءة وتعبيد طريق ، إننا مجموعة آثرت أن تعتمد على نفسها في المضي قدما دون انتظار أي دعم من أي جهة، وذلك حتى نعلّم الأجيال القادمة أن الشّعر يجب أن يكون حرا ومسؤولا، لأننا نؤمن في (فاي) بأن الفنّ ليس قاصرا بل يجب دائما أن يكون قويّا وفارقا، وأن الشّعر الحقيقي هو ما يرفع الإنسان ثقافة وحضارةً".

وقالت الشاعرة آمنة حزمون في تصريحها:فاي حركة شعرية جزائرية   سبّاقة لأنها استطاعت أن تذيب َ الاختلافات و تدعم  أواصر الأخوة الكامنة في  قلوب شعرائها و شواعرها  و التي هي فطرة بشرية تحتاج إلى الصدق و الوفاء لتثمر و تسخو، فاستحقوا أن يكونوا أشقاء و شقيقات بعيدا عن أي غاية أو مطلب من وراء ذلك، فالغاية الوحيدة التي جمعتهم تحت راية فاي كان الشعر و الشعر فقط . و ليس لحركتهم سقف طموح فهم يريدون التحليق  بعيدا عن هوامش التبعية الفكرية و عن أصنام الشعر القديمة متمسكين بمبادئ الحبّ و السلام و نبذ الكراهية , متقبلين للنقد البناء و لتطوير حركتهم في قادم الأيام .  مساهمين بذلك في نفخ روح جديدة  في جسد  الشعر الجزائري  خصوصا و العربي عموما.

وحول هذه الحركة قال الشاعر محمد دوبال : "أتى ميلاد حركة فاي وخروجها الى النور كقفزة نوعية في الساحة الأدبية الشعرية المحلية والعالمية، فاي تعنى بإثراء التجربة الشعرية الجزائرية بالدرجة الأولى، متخطية بذلك كافة العقبات و الخلفيات و التوجهات للوصول إلى الاحترافية والجودة، عن نفسي أنا جد متحمس للانطلاق في هذا المشروع وسأبذل قصارى جهدي للتمكين للحركة وجعلها رقما صعبا في الوسط الأدبي."
أما الشّاعر أسامة رزايقية فتحدث للرياض بوست عن رؤيته الشخصية للحركة : "منذ مدة ليست بالقصيرة توقفت عن استهلاك الشعر والجري في متاهاته،أخرجت النفس الثاني بسهولة،لكنني خفت أن ينقطع بسهولة أيضا فلياقتي لا تسمح بالمضي دون أوكسجين نقيّ، تسلقت جدار المتاهة ووقفت أنظر أي الطرق أسرع وأنفذ إلى الخلاص من قلق التجربة الشعرية،لا أتحدث عن قلقي الداخلي بل عن الكدمات التي يسببها الوسط الشعري الرديء،فجأة مع سبق المغامرة والتودد تظهر "فاي" التي شعراء لا أقول شباب لعمرهم ولكن لقلوبهم وفتوّة نصوصهم، أنا الٱن أتخلص من ثقل الشرود في غابة الأدب الجزائرية التي عربد فيها الغيلان، وأختار كتيبة مشرفة وتشكيلة لامعة أذوب فيها ما استطعت وأبقى فيها "أنا" وأمارس فيها لا انتمائي للنطيحة والمتردية(هكذا أحسبني) ما حييت، لذا أقول عاشت "فاي" والمجد والخلود للنص الذي يربك ويقلق ولا يكون متاعا للساقطين ولا متاحا لقاصري أيدي اللغة.".

من جهة أخرى قالت الشّاعرة آمنة محمد بلعربي : " فاي حركة شعرية جاءت في وقتها المناسب، نستطيع أن نعول عليها لأنها شبابية وعلى قدر من الوعي، ونستطيع وضع ثقتنا في جهودها، أنا أعتقد أنها مشروع له مصداقية لكونه يملك رؤية عربية وعالمية وإنسانية سامية وهي دعم النص الشعري الجميل ".


أما الشّاعرة آية سابت فعبرت عن أملها في فاي قائلة :"فاي هو المشروع الأمل الذي نهدف فيه إلى صناعة مشهد أدبي ثقافي جزائري حقيق يمكنه الوصول بنا بعيدا، وينعكس ايجابا على ساحتنا الجزائرية والعربية، انه يجمعنا جميعا حول نفس الطموح ومن أجل نفس الأهداف، من أجل الجزائر والشعر، وآمل أن ننجح رغم كل الصعوبات، ففي ظل الرداءة التي تسود المشهد الشعري واليقافي وعدم وجود الدعم الكافي للمواهب الشّابة حتى تتطور وتستمر، فإن فاي هي أملنا من أجل ساحة ادبية صحية وناجحة تعتمد على تكاثف مجهودات أعضائها واجتهادهم ومحبتهم لبعضهم وللشعر".

ويذكر أن الحركات الأدبية شكلت عبر التاريخ تقليدا ثقافيا راسخا أسهم في تحريك مياه الفنون الأدبية بما تركت الحركات من أثر حقيقي في الواقع على غرار حركة البرناسيين في فرنسا وحركة جيل 27 الإسبانية وجماعة أبولو وشعراء الديوان وغيرها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه