2018-04-04 

كيف تصنع بطلاً بالعمل التطوعي ..؟

هَوازن الزهراني

الكثير يتسائل من أين يبدأ بالعمل التطوعي ، وكيف يمكننا صنع متطوعين قادرين على تلبية حاجة الضعفاء أينما كانوا !!


وقبل الإجابة عن هذا التساؤل يجب أن نفهم بأن ثقافة التطوع لا تعتبر منهجاً دراسياً كي يصعب على الطفل فهم الآليات وكيفية التنفيذ والأهداف التي هي من أساسيات العمل التطوعي ، فيكفي لذلك أن يرى الطفل أحداً من أفراد أسرته متطوعاً لمساعدة المحتاج أو في تلبية احتياجات مجتمعه في شتى المجالات دون مقابل مادي يعود إليه ، فمباشرة سوف تترجم له تلك الأفعال مستقبلاً أن الانسان لا يمكنه العيش بمفرده دون حاجته لمساعدة الآخرين ، والمحتاج لا يمكنه العيش دون تلقي المساعدات .


ولهذا إن أدركنا كيف نغرس ثقافة العمل التطوعي في قلوب الصغار سنكون قد صنعنا أبطالاً في العمل التطوعي مستقبلاً قادرين على البذل والعطاء المستنبط مِن شريعتنا السمحاء .

وأيضا يجب علينا جميعنا أن ندرك بأننا مسؤولين عن غرس تلك القيم السامية في نفوس الأطفال، كلٌّ حسب درجته بالمسؤولية ، سواء الوالدين والأسرة ، والمعلم في المدرسة والدولة التي يستظل بها أولئك .

 

وقياساً على ما سبق ، فالبيت يعتبر اللبنة الأولى لغرس تلك البذرة بواسطة التطبيق النظري الذي يشاهده الطفل من خلال اعمال والديه في الميدان التطوعي وذلك يعتبر أفضل تربية نظرية تطبيقية يراها الطفل وترسخ بذهنه طوال حياته ، كما قال الشاعر أبو العلاء المعرّي :


وينشأ ناشئُ الفتيان منا  //
على ما كان عَّودهُ أبوهُ  ..

والمدرسة كذلك لا تقل عن مستوى المنزل ، فهي تهيئه للبدء في تطبيق ما اكتسبه عملياً  من والديه فيما يتعلق بمشاركاته في الأنشطة الطلابية والاحساس بالمسؤولية والعمل بالفريق الواحد للوصول الى الأهداف المرجوة .

 

أما فيما يتعلق بالدولة فهي الركن الأساس بهذا الجانب ، فمنح المتطوعين الفرصة والحرية والدعم في الأعمال التطوعية في مجالاتها الواسعة سوف تصنع من خلاله كوكبة من الفرسان تسد جميع الثغرات الإغاثية والأعمال التي يعود نفعها للمجتمع بشكلٍ عام، وتسخير الدولة لأولئك المتطوعين لخدمة الانسان وإغاثة الملهوف ليكون المجتمع متكامل بعضه يشد عضده بالآخر .


ولهذا نرى مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي ترعاها الدولة تعمل على تشجيع العمل التطوعي لبناء القدرات وصقل المهارات وتبادل الخبرات وجمع الهبات والتبرعات لمساعدة الضعفاء ..

 

 لذا نوصي جميع أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات الذين يتعاملون مع الأطفال في البدء بأبسط السلوكيات التطوعية وبشكل مبكر كي نبني جيل واع ومثقف ومتطوع وقدوة أيضاً ..

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه