الإصلاح والتغيير في السعودية..لم يعد شعارا بل أمرا واقعا

رغم أن شعارات الإصلاح والتغيير في السعودية، ليست بغريبة عن مسامع السعوديين، إلا أن طموح وعزيمة ولعهد الأمير محمد بن سلمان، و التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في طريق التغيير يشير إلى أن شعار الإصلاح والتغيير هذه المرة ليس ككل المرات السابقة في المملكة.

صحيفة الفاينايشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الطموح الذي يدفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإجراء عدد من  الاصلاحات التاريخية لإنهاء اعتماد المملكة  على النفط، وإلغاء تطبيق عدد من  الأعراف الاجتماعية المحافظة جدا، يمثل تحولا جذريا غير مسبوق في المملكة العربية السعودية. 

و يشير التقرير أن الإصلاح والتغيير في السعودية أصبح ضروريا بصورة متزايدة، خاصة بعد ركود الاقتصاد بسبب إنخفاض أسعار النفط الذي يمثل مصدر العائدات الأول في السعودية. 

و يضيف التقرير أنه و رغم أن  وضعيات مشابهة دفعت للحديث في أكثر مرة عن التغيير في الماضي، إلا أن إنتعاش أسعار النفط من جديد جعل كل تطلعات وخطط التغيير تتلاشى.

و ما يجعل  هذا الوقت مختلفا وفق الصحيفة هو الاعتراف السعودي بالتغيرات الهيكلية التي تحدث في صناعة النفط، حيث من غير المرجح أن تنتعش الأسعار حتى إلى المستويات  التي تمكن الحكومة من الموازنة في ميزانيتها. ومن هنا، فإن الحاجة إلى تنويع الاقتصاد وإنهاء إعتماد السعوديين على منح و إعفاءات الدولة أصبح أمرا ضروريا وملحا .

 وقد بدأت السعودية مطلع هذا العام بالفعل في وضع أسس التغيير المستقبلي من خلال فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المائة على معظم السلع والخدمات ، فيما تستعد لخطوة أكبر خلال الأشهر المقبلة، حيث تخطط لخصخصة  5 في المائة في شركة أرامكو السعودية،في إكتتاب سيكون الأضخم في التاريخ.

إصلاحات وعلى الرغم من حدتها أحيانا، إلا أنها جعلت الأمير محمد بن سلمان يحظى بشعبية كبيرة خاصة لدى  ثلثي السكان الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، وفق الصحيفة، إذ يجد ولي العهد دعما شعبيا كبيرا في تنفيذ خطط الاصلاح الاقتصادية وكذلك الاجتماعية، حيث ستشهد شوارع المملكة هذا العام، النساء السعوديات خلف مقود السيارة للمرة الأولى، كما ستتم إعادة إفتتاح دور سينما تجارية للمرة الأولى منذ 35 عاما.