2017-09-27 

قطر و النفط الأمريكي..محركا التحالف السعودي الروسي

من جدة، سلمان الحارثي


 قبل خمس سنوات، كان مجرد التفكير في ان أوبك وروسيا تعملان معا بشأن أي مسألة للنفط والغاز ، يبدو فكرة  سخيفة لأي محلل للطاقة، لكن ظروف السوق غير العادية في السنوات الثلاث الماضية جعلت هذا السيناريو غير المحتمل حقيقة واقعة.


موقع Bay Street   أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه بأن السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك، تسعى  اليوم إلى تعميق العلاقات السياسية مع روسيا مباشرة، على أساس المصالح المتبادلة من مقاطعة  قطر و التهديد الامريكي لاستقرار اسواق النفط. 

 

 

و يضيف التقرير أن مؤشرا آخرا على هذا التوجه هو الزيارة المرتقبة للملك سلمان الى  موسكو الشهر المقبل حيث سيعلن دعم الملكة ل "مناطق التصعيد" في سوريا. كما تعتزم السعودية  التوصل الى اتفاق مع موسكو من اجل توسيع إتفاق تخفيص انتاج النفط الذي تبلغ قيمته 1،8 مليون برميل يوميا.

 

 

 و عن أسباب هذا التقارب المفاجئ يشير التقرير ان سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في الشرق الاوسط تعد أهم الاسباب التي دفعت بالسعودية الى البحث عن حلفاء جدد أو شركاء يمكن الاعتماد عليهم في قضايا إقتصادية وأخرى سياسية مشتركة.

 

 

ويشير التقرير أن التساؤل السعودي بعد فترة حكم أوباما كان : أي بلد سوف نكون قادرين حقا على الاعتماد عليه عندما تصبح الأوقات صعبة؟ وفي هذا السياق يؤكد مسؤول نفط سعودي في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال " يحاول ولي العهد "التحوط في رهاناته من خلال ايجاد تحالفات  جديدة قوية  في حال أدارت الولايات المتحدة ظهرها الى السعودية مرة اخرى".

 

 

وفي سياق متصل يشير التقرير ان دخول الولايات المتحدة في لعبة تصدير النفط والغاز في ديسمبر 2015 ، دفع روسيا والمملكة العربية السعودية لتعزيز العلاقات الثنائية خاصة على المستوى الاقتصادي .

 

 

وأمام تنامي تدفق النفط الأمريكي و تهديده لاستقرار سوق النفط والاسعار، كان لا بد على أكبر مصدرين للنفط في العالم على التعاون لايجاد طريقة لحماية السوق وضمان عدم تأثر عائدات الرياض وموسكو من النفط بالمتغيير الجديد.

 

 

 وهذا هو السبب في حرص السعودية على إنشاء صندوق مشترك للاستثمار في الطاقة مع موسكو واستيراد الغاز الطبيعي من قلب روسيا.

 

 

 ويشير التقرير أن أزمة قطر ستكون عاملا آخر مؤثرا في التحالف السعودي الروسي فحتى الآن، كان موقف روسيا من دعم الدوحة للارهاب فاترا، حيث حافظت موسكو على الحياد في هذه القضية، غير ان نبذ الكرملين للدوحة أكثر من شأنه أن يكون مفيدا لصناعة الغاز الطبيعي في روسيا وفق التقرير .

 

 

 وحتى الآن، تفاخر وزارة الطاقة القطرية بشحناتها  عبر ميناء عماني بعد أن طردت من مركزها السابق في الإمارات العربية المتحدة. لكن تجنيد حلفاء من خارج التحالف العربي، ضد ميول قطر الطائفية سيضيف ضغوطا اقتصادية على إمارة الخليج الصغيرة، وهو ما سيعد وفق التقرير محركا ودافعا جديدا  للتقارب السعودي الروسي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه