2015-10-10 

نتانياهو أو غيره .. الفلسطنيون محبطون

من القاهرة، مصطفى علي

خيبة أمل الفلسطينيين في الحصول على دولة ذات سيادة ومعترف بها دوليا غير مرتبطة بفوز حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية. يمكن لنتانياهو الآن تشكيل حكومة يمينية ستكون أكثر حزما أمام عودة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية التي اتجهت إلى مصالحة بين حركتي فتح وحماس، تلك الأخيرة التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية على طول الخط. لكن فوز نتانياهو الذي قال لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه في الانتخابات بولاية ثالثة لم يغير من حقيقة أن قضية إنهاء الاحتلال لم تكن مطروحة أصلا في البرامج الإنتخابية الأخرى. إذ وصف تقرير لموقع قنطرة الألماني قضية الاحتلال في البرامج الإنتخابية الإسرائيلية بالفيل في غرفة كإشارة إلى ضخامة القضية التي لا يمكن إنكارها ومع ذلك يتم تجاهلها. وقال التقرير إن النقاش الإسرائيل يستثني العديد من القضايا المحورية، وذلك لا يقتصر فقط على فترة الانتخابات. إن دولة دون حدود معروفة أو معترف بها ولم تتعامل مع القضايا الرئيسية التي ستشكل مستقبلها، ومجتمعا لا يعرف إلى أين يتجه والطابع الذي سيكون عليه مستقبلاً هو مجتمع يعيش في حالة إنكار ولا يتعامل مع القضايا المركزية. ويمضي التقرير في القول إن أسئلة مثل مستقبل الحدود مع إسرائيل في حالة التسوية مع الفلسطينيين، سواء من خلال حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، والعلاقة بين الدين والدولة، أو مستقبل الأقلية الفلسطينية في إسرائيل. كل هذه وقضايا أخرى لا تاكد تُناقش في الحملات الانتخابية. ووصف التقرير قضية الاحتلال بإن هناك فيل كبير في الغرفة ولا أحد يتحدث عنه. الجميع يتظاهرون بأنه ليس موجوداً. هذا الفيل هو الاحتلال، بالطبع، وهو العامل الأساسي في كل منحى من مناحي الحياة الإسرائيلية. ولكن في عيون الكثير من الإسرائيليين، إذا لم تتحدث عن ذلك الفيل، فهو غير موجود. في الجهة الأخرى، حيث الفلسطنين المحبطين، السلطة التي رأت أنه لا مجال للتفاوض مع حكومة يمينية تمضي قدما في تهويد القدس والاستيطان، فيؤكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله أن الفلسطينيين سيقومون بتكثيف حملتهم الدبلوماسية. وقال عريقات لوكالة فرانس برس "واضح أن نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة، لذلك نقول بوضوح اننا سنسرع سعينا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية وسيستمر ويتصاعد". واضاف "أستمعنا جميعا لتصريحات نتانياهو بانه لن يسمح باقامة دولة فلسطينية وسيستمر في الاستيطان"، موضحا أن "على المجتمع الدولي الان ان يساند مسعى فلسطين كدولة تحت احتلال بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية والانضمام الى المواثيق والمؤسسات الدولية الاخرى". وتحاول السلطة الفلسطينية التي توقفت عن الجلوس على مائدة المفاوضات منذ أكثر من تسعة أشهر الحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين، غير أنها كثيرا ما تنال اعترافا رمزيا من هنا أو من هناك. فيما يرى أستاذ الفلسفة الفلسطيني البارز سَري نُسيبة أن مآل المفاوضات الفلسطينة الإسرائيلية حول حل الدولتين هو الفشل وأن الخيار التالي هو حل الدولة الواحدة. وقال نسيبة في حوار لموقع قنطرة بالنظر إلى تاريخ المفاوضات حتى الآن، لا يمكن للمرء أن يكون متفائلاً بأنها ستنتهي قريباً أو أنها ستنجح. أعتقد أننا سنصل إلى حقيقة تزداد واقعية: دولة واحدة ونظام واحد يكون فيه الإسرائيليون مسيطرين ويعيش الفلسطينيون ضمنه في قعر النظام. ويعتبر المفكر الفلسطيني إن إسرائيل بمجملها باتت تميل إلى معسكر اليمين، وبالنسبة له إذا حصل حزب العمل على بعض الأصوات أو حتى تمكن من دخول الحكومة وتقاسم السلطة مع حزب الليكود أو ما شابه ذلك، فإن هذا لن يغير من الأمر شيء.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه