2017-09-06 

تركيا تحصي خسائرها من إنتهازية #قطر ..فهل تعتبر؟

من واشنطن خالد الطارف

في الوقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين الدوحة وبقية العواصم الخليجية والعربية التي قاطعتها بسبب دعمها للارهاب، تعمل قطر على إستغلال علاقتها بتركيا لإقحامها في الأزمة عمدا وبدوافع إنتهازية، وهو ما ألحق بأنقرة ضررا لا يمكن حصره .

 

 


صحيفة الهافينغتون بوست أوردت في هذا السياق تقريرا للدكتور  ماجد رفي زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي وعضو مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية في الشرق الأوسط  ترجمته عنها الرياض بوست، أكد فيه زاده أن قطر تستغل علاقاتها بتركيا لإقحامها في مأزق يهدد مستقبل علاقات أنقرة مع بقية الدول العربية.

 

 

 ويضيف  زاده أن سياسة الدوحة  تجاه أنقرة مثيرة للجدل ومتناقضة عند دراستها بدقة، وهي التي  من المرجح أن تؤدي إلى سحب أنقرة إلى مستنقع كبير يعرض مصالحها الوطنية للخطر، و إلى تهديد مكانتها  في المنطقة، من خلال الاضرار بالعلاقات الجيوسياسية والاقتصادية  بين تركيا وبقية الدول العربية الأخرى.

 

 


لذلك يؤكد رئيس المجلس الدولي الأمريكي أنه يجب على القادة الأتراك  أن يدركوا أن قطر وسياساتها يمكن أن تؤثر سلبا على وجهة نظر البلدان العربية تجاه أنقرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قبل أن تبدأ أزمة قطر، كانت تركيا تتمتع  بمستوى عال من الشعبية في الدول العربية، إلا أن موقف تركيا من الأزمة و جر قطر لأنقرة في هذا المستنقع  نال بشكل كبير من هذه الشعبية التي تضألت كثيرا بين فادة وشعوب المنطقة.

 

 

 

 و يشير زاده أنه وبينما تصر تركيا على أن علاقاتها مع قطر ليست مرتبطة بأزمتها الحالية، يبدو أن الدوحة تتخذ موقفا مختلفا من خلال الانتهازية السياسية، حيث تسعى وسائل الإعلام القطرية لإستغلال علاقات الدوحة الدبلوماسية والسياسية الودية مع أنقرة في محاولة لزيادة الفجوة السياسية بين أنقرة والدول العربية الأخرى، وتوجيه ميزان القوى لصالح الدوحة، حيث يتم  عرض لقاءات بين القادة القطريين والأتراك وتصويرها على أنه إنتصار تركي لقطر في أزمتها. 

 

 

 


لذلك يحذر زاده من أن تصرفات قطر الانتهازية  يمكن أن تثير غضب الدول العربية  وتثير كذلك الاستياء تجاه تركيا بين شعوب المنطقة، ففي الوقت الذي تحاول فيه تركيا إظهار الحياد في أزمة قطر، تعمل الدوحة على تصويرها كحليف استراتيجي إنتصر لموقفها من الأزمة، كما  تتوقع أن تكون انقرة  حاضنتها الاقليمية بدلا من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

 

 

 


 وفي سياق متصل يشير رئيس المجلس الدولي الأمريكي إلى أن  فحص الوضع عن كثب، يكشف تعمد الدوحة أن تكون سياستها الخارجية تجاه أنقرة مبنية على الإنتهازية والتناقض من خلال انتقادها لسياسة تركيا ، من خلال منصات مختلفة بما في ذلك وسائل الإعلام المملوكة للدولة، و على وجه التحديد الجزيرة، التي إنتقدت موقف تركيا من جماعة الاخوان المسلمين ودعوة أردوغان لعلمانية الدولة التركية خاصة من خلال برنامج الشريعة والحياة الذي كان يقدمه أحد قادة الجماعة يوسف القرضاوي الذي يدعو لدولة اسلامية في تركيا.

 

 

 

 كما يظهر ذلك أيضا من دفاع  وجدي غنيم، وهو واعظ مصري ، يتخذ من الدوحة مقرا له، لإستعادة الخلافة الإسلامية في تركيا، حيث أكد  على قناة الجزيرة "نسأل الله أن تعود تركيا مرة أخرى إلى التمسك بأمة الخلافة الإسلامية فيها". كما كانت قناة" الجزيرة "القطرية، منصة إعلامية  لمنظمات المعارضة التركية وشخصيات مثل فتح الله غولان،  وفي نهاية المطاف، أغلقت "قناة الجزيرة ترك" بعد حوالي ثلاث سنوات من إنشائها.

 

 

 

و وفقا ل ورلد رونش "فإن أسلوب التحرير الذي تستخدمه وسائل الاعلام القطرية ومنها الجزيرة يعد أحد ويائل الانتهازية والاستغلال القطري لتركيا، حيث كان هناك خلاف واضح بين الدوحة وأنقرة حول حديث الجزيرة المتواصل عن  حزب العمال الكردستاني والدعاية له، حيث لا تصف هذه الجماعة ب"الإرهابية " کما  يشار إليها  في ترکیا، و بدلا من ذلك، تفضل قناة الجزيرة مصطلح "المتمردين"". 

 

 

 

وتضيف مقالة "ورلد رونش "  نتيجة لذلك، وجدت تركيا نفسها في وضع دقيق وصعب مع حليف يوجه لها الطعنات تلو الأخرى . و في وقت سابق من هذا العام، انسحب مستثمر تركي كبير، فورال أك، من شراكته مع الجزيرة، على غرار الباحث  والإعلامي نوح يلماظ، الذي إستقال من  منصبه في الولايات المتحدة كرئيس لفريق التحرير التركي في الجزيرة، مبررا ذلك  " بثناء  قناة الجزيرة للثناء على فتح الله غولان."

 

 


 ويختم   زاده بالتأكيد على أنه  يجب على تركيا أن تدرك أن قطر، في إطار سياستها الانتهازية، تقوض المصالح الوطنية لتركيا في المنطقة، وتقلل شعبيتها في العالم العربي، وتزيد الفجوة بين أنقرة والدول العربية الأخرى، من أجل ترفع ميزان القوى لصالحها بينما تتجاهل مصالح أنقرة. لذلك تحتاج تركيا وفق تعبيره إلى النظر في انتهازية سياسة الدوحة وإعادة مراجعة سياستها الخارجية تجاه قطر من أجل خدمة مصالحها الوطنية.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه