2015-10-10 

سباح تونسي يسعى لأعلى لقب عربي وأفريقي

فوربس عربي

يسعى بطل السباحة العالمي التونسي أسامة الملولي ، الملقب بالتوربيد، إلى دخول التاريخ من خلال أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016.البطل العالمي صاحب ذهبية بكين 2008 في سباق 1500 م سباحة حرة ، وذهبية لندن في سباق 10 كيلومتر بالمياه المفتوحة ،يسعى وفقًا لمقابلة موقع فوربس الشرق الأوسط معه للحصول على ميدالية ذهبية أخرى في أولمبياد بكين 2016. وستجعله ميدالية العام القادم وفقًا للموقع أول رياضي أفريقي وعربي يفوز في 3 دورات أولمبية متتالية. ويمضي السباح التونسي البالغ من العمر 30 عامًا بعض الوقت في العاصمة القطرية بعدما حصد ميدالية فضية في سباق 1500 سباحة حرة في نهائيات بطولة العالم الـ12 للسباحة في مطلع ديسمبر 2014 . يعيش الشاب التونسي الذي ولد وتربى في ضاحية المرسى في تونس ، حاليًا في بالتيمور بعدما انتقل مؤخرًا إليها قادمًا من كاليفورنيا ليعمل مع واحد من أفضل الأسماء في المجال: بوب بومان، المدرب السابق لمايكل فيلبس بطل السباحة الأوليمبي 18 مرة،. فمع حصوله على 22 ميدالية، يعد أكثر أوليمبي تقلداً للميداليات في كل العصور. وينوي أسامة أن يعتزل بعد أولمبياد البرازيل القادمة مؤكدًا عن عزمه واستعداده للحصول على آخر ميدالية له ، ووضح أن فكرة الاعتزال خطرت بباله عقب بطولة لندن 2012؛ فنقاده يقولون إن سنه كبير على المنافسة؛ وسيصبح عمره 32 عاماً مع انعقاد بطولة ريو دي جانيرو؛ وبعيداً عن الإصابات المتعددة، فإن أسوأ مراحل مسيرته حين فشل في اختبار المنشطات في 2006 لتناوله الأديرال. يقول أنه قد تناول الأديرال ليساعده في البقاء مستيقظاً أثناء الدراسة لاختباراته النهائية. ويصف المسألة بأنها "صدمة "، ويضيف بصراحة "حافظت على معنوياتي عالية، وحققت النجاحات لاحقاً لأثبت لنقادي أنني لم اعتمد في إنجازات مسيرتي الرياضية على طرق مختصرة". وعلى الرغم من إنجازاته ، لايزال يشعر أن عليه إثبات شيء ما. ففي فترة التحضيرات لبطولة ريو دي جانيرو ، يعد أضخم تحدي يواجهه هو الحفاظ على اللياقة والصحة بعد سنوات من التدريب الشاق. فيعد الملولي أول سباح أفريقي وعربي يصل إلى المرتبة الأعلى في المنصة الأولمبية؛ وأول سباح تونسي يبلغ المجد الأولمبي، و أول من يفوز على الإطلاق بميداليات في كل من فعاليات المياه المفتوحة وحمامات السباحة في الأولمبيات ذاتها. وحصل على البرونز في سباق 1500 متر في لندن 2012م. ويضيف ملولي أن "السباحة وضعها جيد في تونس ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هناك إرادة سياسية ضخمة لدفع الرياضة قدماً؛ تطوير البنية التحتية واستضافة المنافسات وندوات الخبراء للمدربين والرياضيين، ويبدو أن أعداداً كثيرة من الأطفال والأهالي يستمتعون بالسباحة"، مضيفاً أنه عند المقارنة مع دول مثل الولايات المتحدة واستراليا واليابان وفرنسا "هناك فجوة ملحوظة. وأنا أقول دوماً: الغاية ليست الكمال بل إحراز التقدم". ويريد الملولي أن يصبح مثالاً أعلى، ومرشداً للسباحين الشباب في العالم العربي. ولذلك فقد أقام شراكة مع اللجنة الأولمبية القطرية والاتحاد القطري للسباحة في 2014 للإعلان عن إطلاق (أكاديمية أسامة الملولي للسباحة) في الدوحة حيث يأمل أن يلهم الصغار من أنحاء المنطقة، بما فيها موطنه تونس. ويوضح ملولي قائلاً: "من المثير للحماس، مع اقتراب مسيرتي من النهاية، أن أسعى لمساعدة الجيل الجديد من السباحين العرب، وابعث برسالة مفادها أن المستحيل ممكن"؛ وإلى جانب التدريب المكثف، وجد أسامة لنفسه وقتاً للتخرج بشهادة في علوم الحاسوب عام 2007 وأنهى دراسة الماجستير في التعليم في 2013 من جامعة (جنوب كاليفورنيا). وأضاف ملولي ستكون أول خطوة له حين يبدأ تدريب الصغار أن يعلمهم عن السلامة في الماء قبل تقديم خبرته بكاملها لهم، ويقول "آمل عندها أن أدفعهم إلى المستوى التالي، واجعلهم يطمحون إلى الميداليات الأولمبية. ماذا يمنع ذلك؟". ويوضح السباح التونسي دور التربية في بلوغه هذا النجاح فيقول "لقد حالفني الحظ، أمي كانت معلمة وكان هناك مسبح بطول 25 متراً قرب منزلنا. وقد اعتادت أن ترسلني مع أخي الأكبر مني إلى المسبح لأسباب تتعلق بالسلامة". ويقول أن حبه للماء ظهر منذ نعومة أظفاره، عندما كان يصرخ احتجاجاً على انتهاء وقت الاستحمام. وردًا على سؤال كيف أكتشف موهبته ومسيرته المهنية يقول البطل الذي فاز بمنحة في جامعة (جنوب كاليفورنيا) في 2002 وسبح مع الفريق الرياضي للجامعة "أدركت أنني كنت أسرع من كل الأطفال الآخرين، وبمقدوري التفوق عليهم". وبعد مرور أكثر من عقد، يستيقظ الملولي الآن عموماً في الـ6 صباحاً قبل أن يتجه إلى المسبح، ويتبع ذلك ساعات من العلاج الطبيعي وتمارين الأوزان المنهكة. ويقول السباح الذي يدعمه رعاة مثل (اتصالات تونس) و(هيد آند شولدرز) "أشعر بالسعادة لأن مسيرتي لاتزال متواصلة، بينما أتجهز لبطولة ريو. فالحلم الأوليمبي لا يتلاشى مطلقاً، مهما حصلت على ميداليات. ومما يؤكد نشاط الملولي الشديد أنه يسعى حالياً للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال إلكترونياً من جامعة (أسيكس)؛ ويشجعه على ذلك شقيقة المحاضر في جامعة (الملك فهد) بالمملكة العربية السعودية. و ترك التوربيد الوطن منذ 15 عامًا للدراسة في كلية (رامبارت) في مارسيليا، وخطا خطوات واسعة في عالم السباحة؛ حيث يقدر أنه سبح ما يقابل محيط الأرض 3 مرات، ويقول ملولي " رائحتي كلور دائماً مهما استحممت!".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه