2015-10-10 

حرب أهلية تنتظر العراق

من القاهرة، حسين وهبه

يتبادر إلى ذهن كثيرين السؤال عن مستقبل الصراع في العراق بعد خروج مقاتلي "داعش" لاسيما مع تقدم القوات العراقية والمليشيات الشيعية وتعهد قوات الأمن بالوصول إلى قلب المدينة في غضون 48 ساعة. فهل سيتحول الصراع في العراق بين السنة والشيعة بعد خروج داعش، وتعاد مشاهد الرعب والممارسات القمعية التي شهدتها المدينة ما بين سنة 2006 و2008، لاسيما وأنّ بعض الميليشيات الشيعية تحمل سكان المدينة السنيين المسؤولية في نجاح داعش في السيطرة على تكريت وغيرها من المناطق. فضلًا عن أنّ قيادة اللواء الإيراني قاسم سليماني للحملة العسكرية يعطي بعدا طائفيا للمعركة، واعتراض القبائل السنية على أن الدعم الذي تتلقاه الميليشيات الشيعية أكبر مما يتلقونه جميعها اجواء ربما تدفع باتجاه انقسام مستقبلي تستفيد منه إيران، وعندها سيصبح الصراع بين السنة والشيعة عوضا عن القتال ضد داعش. وفي هذا السياق عبر خبير مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية آنتوني كوردزمان قلقه من الطريقة التي يغطي فيها الإيرانيون القصة، مؤكدًا أنهم يدعون تدربون هذه القوات على مدى أشهر. وأضاف في مقابلة لـ CNN من الواضح للعراقيين أن هذه الحملة تقودها إيران وليس حملة تتلقى الدعم من التحالف الدولي، فالإيرانيون لهم نفوذ ليس فقط في الميليشيات الشيعية التي يدربونها بل وداخل الجيش العراقي. وبين أنه لايمكن توقع ما سيجري لأبناء الطائفة السنية في المناطق التي يستولي عليها الجيش العراقي، حيث وبالنظر إلى تكريت فإن هناك القليل من السنة بقي في المدينة، لافتًا إلى اعتراض القبائل السنية على ضعف الدعم الذي تتلقاه مقارنة بما تتلقاه الميليشيات الشيعية. ورغم محاولات رئيس الوزراء العراقي حيدر بغدادي قبيل انطلاق الحملة العسكرية في الثالث من مارس الجاري، طمأنة المجتمع العراقي والدولي، أنه لن يسمح بارتكاب جرائم طائفية في هذه المعركة إلا أنّّ تلك المخاوف ربما بدأت ظاهرة للبيان بعد الحملة الشرسة التي يتعرض لها شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب من قبل المرجعيات الدينية الشيعية على خلفية اتهمامه للشيعة بالوقوف خلف ما وصفه بالمجازر في حق سنة العراق. اتهمه القيادي الشيعي أحمد راسم النفيس بالتضامن مع تنظيم داعش وشكك في تبعيته للخارجية المصرية والتخندق في ظل الحكومة السعودية. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية طالب النفيس من شيخ الأزهر الاعتدال أو الاعتزال، مضيفًا "لا أدري باسم من ينطق ويتصرف شيخ الأزهر" وزعم النفيس أنّ بيان شيخ الأزهر يدل على تضامنه مع داعش، منتقدا خبر لقائه بالسفير الأميركي في القاهرة وانتقاداته الضمنية لإيران. ونقلت الرياض بوست في تقرير لها انتقادات حزب الفضيله الإسلامية الشيعي، بزعامه الشيخ محمد اليعقوبي، للازهر، على خلفية تصريحات الطيب ضد الحشد الشعبي.. مؤكدًا انه كان عليه التحقق قبل اصدار موقفه وتقويم الاحداث. ومن تلك المخاوف التي بدأت ظاهرة وربما تتحول الي صراع طائفي بين السنة والشيعة في العراق بيان الأزهر الذي ندد فيه بما وصفها بـ"المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنة" في العراق خلال المواجهات مع داعش، واصفا مرتكبيها بأنهم "مليشيات شيعية متطرفة" مشيرا في هذا الإطار إلى ما يعرف بـ"قوات الحشد الشعبي" المكونة بغالبيتها من عناصر شيعية. وطالب شيخ الأزهر "بضرورة التحرك العاجل لوقف المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنة في العراق"، مضيفًا في بيان، أن تلك التنظيمات ترتكب "جرائم بربرية نكراء في مناطق السُنة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، لاسيما في تكريت والأنبار، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السُّنية". وتخوض القوات العراقية ومليشيات شيعية مدعومة من إيران معارك لدفع تنظيم داعش خارج تكريت.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه